بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد الصادق الأمين
أما بعد وبِه نستعين:
بني ...
أكتب لك هذه الرسالة بعدما تفطر قلبي وتجرع الآلام...
أكتبها إليك والدمع يجري من مقلتي حاراً كما الجمر..
أكتبها وأنا أتجرع أنواع للأسى حين أرى من حولي يستقبلون الشهر الكريم بحب وسعادة بينما أنا استقبله بألم وحسرة..
أرى جارتي وقد استقبلت هذا الشهر بقبلة من ولدها , وتغاريد من أحفادها.
وأنا استقبله بوحدة وجفاء... لا أملك في هذه الدنيا سواك بعد ارحم الراحمين.
ولدي الغالي:
أين أنت عني؟؟
ألهتك الدنيا وتركت أمك تعاني؟؟
تمنيت لو أنك وصلتني في هذا الشهر حتى يكتب عنك باراً فإني والله أخشى عليك من ألا تكون ممن تعتق رقابهم من النار هذا العام.
لا تنس يا قرة عيني قول الحبيب المصطفى:
" رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه , من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة"
لا أكذبك القول بأني ووالدك نطلق العنان لدموعنا حين نتخيل أنك أدركتنا عند الكبر
فإننا نخشى والله أن لا تدخل الجنة ولا تنال السعادة.
كم تمنينا أن تكون الآن بقربنا تملأ الفراغ في قلبنا وتجبر حزننا!
ولدي الحبيب:
صدقني إن جّل ما أخافه أن تسقط عليك دعوة مني أو من والدك في لحظة حزن أو غضب فتستجاب!
في حين كل ما أتمنى أن يجاب من دعواتي هو أن يهديك الله ويوفقك ويسعدك
بني العزيز
آهٍ ثم آهٍ ... لو تعلم كمّ الأسى الذي اجتاح المنزل بعد غيابك! , لو تعلم كم أخذت من صفاء وهناء معك .
وأنا لازلت أنتظرك لتأتي و أنت سعيد تغمرك الفرحة لتهنئنا بقدوم الشهر الفضيل كعادتك, انتظرك تأتي وتصارحني مفتخراً بكم سورة قد قرأت حتى تزيد أجرك لأنك تفوقت على نفسك وصمت.. انتظرك تدخل لتسأل عن موعد الإفطار وتنتظره بفارغ الصبر, وتجلس قرب والدك تتسامران وتتضاحكان!!
إن أنستك إيانا الحياة فاعلم بأنه لن ينسينا إياك سوى الموت
وتذكر حبيبي الغالي أننا سنزال ننتظر اليوم الذي تعود فيه إلينا مجدداً وتقر أعيننا برؤيتك..
التوقيع: أمك التي قهرها الزمان!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~