غزة -
من ريما زنادة وإيمان بارود - انطلقت السبت فعاليات مهرجان القدس عاصمة
الثقافة العربية 2009 من أمام ركام المجلس التشريعي بمدينة غزة، بتنظيم من
وزارة الثقافة بالحكومة المقالة تحت رعاية رئيس الوزراء المقال إسماعيل
هنية، بحضور وزراء الحكومة المقالة ونواب المجلس التشريعي، ولفيف من
الكتاب والمثقفين، والمواطنين.
مدينة القدس
وتزين
المهرجان بصور لمدينة القدس، ورفرف من فوقها العلم الفلسطيني على سماء
غزة، وبجوارها نقشت الزخارف التراثية تأكيدا على الثقافة الفلسطينية وخاصة
لدى عاصمتها القدس الشريف.
واستهل
المهرجان بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلتها الطفلة منال المطوق، وتبعها
قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وقبل افتتاح كلمات المشاركين بالمهرجان
تقدمت الفرق الفنية وهي ترحب بهذه المناسبة عبر أثير صوتها قائلة: "أتينا
يا قبلة الأنبياء ..ومعرج أحمد نحو السماء ..نزف الثقافة فيك..وندعو إلى
عرس أهلها الأوفياء..".
وفي
كلمة للجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية 2009، تحدث بها
وزير الثقافة السابق الدكتور عطاالله أبو السبح، قائلاً:" من أجل القدس
اجتمعنا لنؤكد على أن القدس هي أساس القضية والقضية الفلسطينية هي أساس
التفريق بين مشروع الحق الإسلام ومشروع الباطل المتمثل بالاحتلال
الإسرائيلي".
وأشار
إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تغيير معالم القدس من خلال الأنفاق
والحفريات وتهويد مدينة القدس وإحاطتها بالمستوطنات، مضيفاً "لقد تكالب
الاحتلال في جهوده نحو فلسطين عامة والقدس خاصة فهم يقومون في مكر خبيث
ليلاً ونهاراً على أن تكون القدس عاصمة لدولتهم الزائلة".
وأردف
قائلاً:" لقد تقدمت الحكومة الفلسطينية العاشرة عام 2006 في مؤتمر وزراء
الثقافة العرب المنعقد في مسقط على أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية
ببعدها التراثي من خلال المعارض والشعر والتاريخ والشهداء والبعد العقائدي
فهي معرج النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" نحو السماء وهي الدلالة
الحقيقية على أن الإسلام سوف يسود المعمورة وأن القدس آية من كتاب الله
تعالى، فهي عقيدة ومنهج حياة".
وأكد
على أن وزارة الثقافة بالحكومة المقالة على مسيرة العام سوف تعقد العديد
من الفعاليات ضمن القدس عاصمة الثقافة العربية، وليتم كشف الزيف الذي
يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، فكل الشعراء والأدباء وعلماء الآثار مدعوين
لحشد طاقاتهم خلف القدس من خلال فعاليات هذا العام.
وتابع
بالقول:" القدس تستحق منا الكثير لأن بها العزة وفيها العزة وبغيرها تضيع
حقوقنا، فالمفاوضات والسلام لن يكون باسترجاع القدس كلها وفلسطين كلها".
ولفت إلى أن الاحتلال يحشد طاقاته وأموالهم من أجل تهويد مدينة القدس
لتكون القدس عبرية مما يتطلب الوقوف بكل طاقاتنا وإن ضحينا بدماء أحبتنا،
وأن نؤكد ونعمل على حماية القدس لأن القدس لنا وهذا حقاً فالقدس أكملها
وليس جزء منها، وهذا ما نطق به كتاب الله تعالى.
وذكر
أن إسماعيل هنية قد خصص مليون دولار من أجل فعاليات القدس عاصمة للثقافة
العربية ولوضع الأساس في متاحف فلسطين وإنشاء دور الثقافة والبحث عن زوايا
التاريخ بكل ما تشمله القدس، منوها أن فعاليات القدس تنطلق في كندا بنفس
التوقيت حيث يقودها الدكتور وليم نصار لتجديد العهد والميثاق نحو القدس
ولن تسقط القلاع.
واشتملت
فعاليات المهرجان على مسيرة كشافة في الساحة المقابلة لركام المجلس
التشريعي، حيث حملت كل مجموعة أعلام دولة عربية، للتأكيد بأن القدس عاصمة
الثقافة العربية، وقدمت مجموعة من العروض الفنية المختلفة، والاستعراض
العسكري.
قسم الولاء
ومن
بين نشاطات المهرجان كان قسم الولاء الذي ردده الحضور:" لأنها القدس
..الآية والغاية والبراق..لأنها القدس الطهور ..ولأنها الصخرة والمعراج
..ولأنها القيامة والمحراب ومبعث النور..ولأنها الثورة والشهادة وزهرة
المدائن..وانطلاقا من مبادئنا ..وعهدا لدماء الشهداء وآلام الجرحى وعذابات
الأسرى ..نقسم بالله العظيم أن نفدي منبرها وكنيستها والبراق لتظل القدس
مدينتنا ولتظل المنطلق نقسم بالله العظيم أن نحفظ لها طهرها لتبقى منابرها
منابر الحرية ..الحرية للقدس وللقدس السلام".
من جانبه ثمن الشيخ عكرمة صبري في كلمته له عبر الهاتف انطلاق فعاليات القدس الثقافية محييا المرابطين في بيت المقدس وأكنافه.
واستعرض
صبري في كلمته التي ألقاها باسم أهل القدس تاريخ هذه المدينة، مشيرا إلى
أن العرب هم أقدم شعوب العالم التي استوطنت في القدس منذ أكثر من 7500 عام
قبل الميلاد.
وأوضح أن علاقة العرب والمسلمين الدينية بالقدس تنبع من كون هذه المدينة مرتكزا ومحورا لمعجزة الإسراء والمعراج.
ودعا
إلى حشد الجهود والكفاءات خلال فعاليات عام القدس من أجل رصد تراث مدينة
القدس وحفظه من الضياع من خلال تأليف الكتب التي تتحدث عن تراث وتاريخ كل
حجر فيها مطالبا العرب أن يخصصوا لها ولسكانها ميزانية سنوية تدعم صمودهم
ومقاومتهم لإجراءات ومخططات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول جاهدة طمس
معالم هذه المدينة وتخريبها عن طريق حفر الأنفاق.
عاصمة الثقافة
من
جهته شكر وزير الاقتصاد المقال المهندس زياد الظاظا خلال الكلمة التي
ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء المقال هنية، جامعة الدول العربية لاعتمادها
القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 معبرا عن أمل حكومته بأن يكون هناك
ترجمة فعلية لهذا الاعتماد وذلك من خلال دعم المواطنين القاطنين في إحياء
القدس دعما معنويا وماديا وسياسيا.
وطالب
الظاظا الحكومات العربية أن تكون عند مسؤولياتها العربية والوطنية بإعداد
العدة الجادة من اجل تحرير القدس وإعادة الكيان السياسي لها، مشددا على أن
الحكومة لن تتراجع ولن تتخلى عن أن تكون في رأس الحربة في مقارعة الاحتلال
الإسرائيلي في كل محاولات التهويد التي ينتهجها .
وأكد
على أن الحكومة المقالة تبذل جهودها من أجل إنجاح الحوار الوطني لإتمام
المصالحة الفلسطيني باعتباره هدفا استراتيجيا يعزز ويدعم صمود ومقاومة
أبناء الشعب الفلسطيني بجانب صمود الحكومة على هذه الأرض- وفقا لقوله.