هزيم الرعد مشرف
عدد الرسائل : 2198 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالبـــ ** جامعـــي السٌّمعَة : 8 نقاط : 1188 تاريخ التسجيل : 16/06/2008
| موضوع: هل التدخين يُفسد الصيام؟؟ 19/09/08, 01:17 pm | |
| السؤال: هل التدخين يُفسد الصيام؟؟
الجواب: إن أهم ما يميز المشروع الحضاري الإسلامي هو الفهم الواعي للعلاقة بين الثابت والمتغير وذلك بما يحقق للفرد التوازن النفسي والاجتماعي في إطار الشريعة الإسلامية. وكلما زادت الثوابت وقلت المتغيرات دل ذلك على انسحاب أفراد المجتمع من منظومة الوعي الحضاري، والعكس صحيح. لذلك يجب أن نميز، عند استنباط الأحكام من نصوص القرآن القطعية دلالتها أي التي لا تتغير دلالتها بتغير العصور، والتي تشمل أصول الدين ونصوص الشريعة ذات الدلالة الخاصة والصريحة، ومن ذلك كافة المحرمات التي نص عليها القرآن صراحة بدلالتها القطعية، كالشرك بالله، وعقوق الوالدين، والميتة، والدم، ولحم الخنزير، والجمع بين الأختين ... إلى آخر هذا النوع من المحرمات. والآخر المتغير الذي يطرأ عليه التبدُّل أو التطوّر أو التحول فتمتد فاعليته وتتسع حسب الإمكانات المعرفية والتقنية لكل عصر، ومن ذلك نصوص الشريعة ذات الدلالة العامة، كتحريم الفواحش، الخبائث، الجهر بالسوء من القول .... إلى آخره. فإذا تدبرنا قوله تعالى في سورة النساء:
"لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ ..."
علمنا أن هذا النص من المحرمات ذات الدلالة العامة، فالذي لا يحبه الله عموما لا شك يأتي في مقدمة المحرمات، فهل حدد الله تعالى لنا هذه الأقوال السيئة المنهي عنها أم ترك الأمر عامَّا ليشمل كل ما تعارف عليه الناس أنه من سيئ القول؟؟ كذلك إذا قال الله تعالى في سورة الأعراف مبينا أن من صفات هذا النبي الكريم الرحيم، صلى الله عليه وسلم، أنه جاء ليحل الطيبات ويحرم الخبائث، فقال: "... يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَر،ِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ، ..."، فهذا يعني أن كل ما أثبتته الحقائق العلمية أنه من الخبائث كان محرما تحريما قطعيا كسائر المحرمات المنصوص عليها صراحة في القرآن الحكيم. ورداً على دعوى تقول: [إنه ما دام القرآن أو الرسول لم ينصا على تحريم السجائر على وجه التعيين، لأنها لم تعرف إلا بعد وفاة الرسول بمئات السنين، إذن لا يمكن أبداً القول إن القرآن والرسول يحرمان السجائر!!! فماذا يفعل هؤلاء الذين اعتادوا التدخين بحيث أصبح عادة متحكمة لا يسهل التحلل منها؟!! فإذا رخصنا لهم في تدخين ثلاث أو أربع سجائر في نهار رمضان نكون بذلك قد أعنَّاهم على مواصلة صيامهم وذلك أفضل من أن يكونوا من المفطرين]. فإن الذي يهمنا في هذا المقال هو مناقشة النوع الثاني من المحرمات، ذات الدلالة العامة وبصفة خاصة المتعلقة بتحريم "الخبائث"، لنتعرف على ما إذا كان "التدخين" يدخل في إطار هذا النوع من المحرمات باعتباره من الخبائث أم لا؟؟ لذلك علينا أولاً أن نتعرف معنى كلمة "الخبائث" وهل دلالاتها قطعية أم لا؟؟ وبالبحث عن معناها اللغوي وجدنا أن خلاصة ما أجمعت عليه معاجم اللغة هو أن الخبائث تعني كل ما لا تستسيغه الأذواق السليمة، وما يصيب الإنسان في بدنه أو نفسه أو عقله بالضرر. فإذا نظرنا في سياق الآية السابقة وجدنا أنها تتحدث عن الطيب والخبيث من المأكولات والمشروبات، وليس عن الأفعال الحسنة أو الخبيثة، لأن ذلك قد وصفته الآية من قبل بالمعروف والمنكر.
إذن فكل ما يسبب تناوله عن طريق الفم ضررا محققاً بوظائف أعضاء الجسم فهو من الخبائث المحرمة. فهل ما يدخل الجسم عن طريق الفم من آثار التدخين يسبب ضرراً للجسم يجعله من المحرمات؟؟ هنا نترك الحقائق العلمية تتكلم. وقد تكلَّمت بما فيه الكفاية، بل وصرخت حتى وصل الأمر إلى اقتراح بوضع صور لأموات وأورام سرطانية يسببها التدخين على علب السجائر في إطار حملة جديدة ترمي إلى إقناع الناس بالإقلاع عن التدخين، وكل ذلك منشور على شبكة الإنترنت. وأصبحت مسألة أن التدخين عمل يودي بصاحبه إلى التهلكة لا يَشُك فيها المدخنون أنفسهم فضلا عن العلماء والأطباء. وعلى هذا فلا يُعقل أن يحدث خلاف بين فقهاء المسلمين حول حرمة التدخين الثابتة بالدليل القطعي الثبوت عن الله عز وجل، القطعي الدلالة بإجماع أهل العلم على خبثه. وإذا كان الأطباء منذ عدة قرون، لم يقفوا على مضار وآثار التدخين على صحة الإنسان كما هو اليوم، فاضطربت أقوالهم تبعا لمعرفتهم الضحلة عن أخطاره في زمانهم، فاضطربت بذلك آراء علماء الدين في مدى حرمته، فأباحه قليل منهم جهلا بأضراره، في الوقت الذي حرمه كثير تحريما باتًّا، فإنه اليوم وبعد التطور التقني في المجال الطبي أصبح الأمر مختلفا تماما، فيستطيع كل مدخن اليوم ـ بسهولة ويسر ـ أن يرى بنفسه ما أصابه من ضرر وما سيتعرض له من مخاطر مستقبلية. ولكن الابتلاء الذي أوقع كثيرا من المدخنين في الإصرار على عدم حرمته هو أن ضحاياهم لا يموتون فور تدخينهم سيجارة أو عشرة أو مائة .... وقد يعيش أحدهم إلى ما بعد الثمانين .... وكلها أمور تحكمها عوامل متشابكة لا مجال للحديث عنها هنا.
وإنما المهم هو: ماذا فعل هذا التدخين في وظائف أعضاء هذه الجثث الهامدة أمامنا؟؟ ولنترك الإجابة على هذا السؤال لعلماء التشريح ليقولوا كلمتهم في ذلك، وليعرضوا لنا صور أعضاء مدخن متوفا وآخر غير مدخن، ليبقى السؤال: هل إهلاك الإنسان لبدنه، وإفساده لوظائف أعضائه ـ عمدا مع سبق الإصرار ـ أمر تبيحه الشريعة الإسلامية؟؟ هذا باعتبار أن التدخين من المحرمات التي نهى الشارع الحكيم عنها. ولكن هناك مسألة أشد خطورة وهي الضرر الأكبر والمضاعف على الجهاز الهضمي للإنسان حال تدخينه وهو صائم!!! فالحرمة هنا لا شك أشد وأغلظ. فمن البدهيات الطبية أن المدخن يُنصح دائما بعدم التدخين مطلقا قبل الإفطار [على الريق] حيث يكون الجسم أقل مناعة عن أي وقت آخر، لانخفاض مستوى السكر في دمه!!
فهل يعقل أنه في الوقت الذي تقل فيه قدرة الجسم على مواجهة الأخطار الخارجية أن نهاجمه بما يربو على 4000 مادة سامة، وبعض تلك المواد الصلبة السامة الموجودة في التبغ تُحرق لتنتقل مع دخان السجائر وتمتص من خلال الأغشية المخاطية المبطنة للمنطقة العليا من الجهاز الهضمي: الفم، البلعوم، المعدة، فتحدث نفس عملية التمثيل الغذائي التي تحدث عند الأكل؟!!
وأشد خطورة مما سبق أن يستنفذ الصائم معظم طاقته في عمله اليومي ثم يفطر على تدخين سيجارة؟؟!!
وبناء على ما تقدم هل يصح قولهم بأن استنشاق الصائم وبلعه لدخان السيجارة الذي يحمل كل هذه السموم، يستوى مع استنشاقه البخور؟؟!! أقول: إنه لو ثبت أن استنشاق البخور أو أية أدخنة أخرى ـ عن عمد ـ لها ما للتدخين من مضار فإنه يحرم استنشاقها. ومن ناحية أخرى، فقد لا يعلم كثير من الناس أن شهر رمضان من أوله إلى آخره، ليله ونهاره، شهر عبادة، فنهاره صيام، وليله ذكر وتلاوة وقيام. فإذا كنا نؤمن بوجوب تعظيم حرمات الله وشعائره، وأنها من تقوى القلوب، فهل يقبل مسلم أن يراه الله وهو يدخن سيجارة ـ وهي من المحرمات ـ وذلك أثناء صلاته، أو أثناء أدائه مناسك الحج؟؟ فما الفرق بين هذه العبادات وعبادة الصوم، ولكل منها شروط وآداب، وارتكاب المحرم أثناء أدائها يفسدها؟؟ بل إن من العبادات، كالصوم، ما يفسده المباحات نفسها، كالطعام والشراب، والرفث إلى النساء ... إذا حدثت أثناء الصيام!! ومن المسائل الإيجابية المبشرة أن التدخين يختلف عن إدمان المخدرات بأنه عادة مكتسبة، ولذا فإن الامتناع عنها لا يحتاج لأكثر من إرادة تقوى على ما سيصاحب الامتناع من اضطرابات نفسية لا تمكث أكثر من فترة قصيرة يعود بعدها الإنسان إلى حالته الطبيعية. وعندما تتعلق المسألة بالإرادة يصبح من السهل، مع الاستعانة بالعلاجات المساعدة، أن يجعل المسلم الذي يتقي الله ويخاف أن يلقاه مرتكبا لمحرم، حتى ولو كان محل خلاف، أن يجعل من شهر الصيام بداية لحياة جديدة بدون بلع ـ شرب ـ دخان. [/size] | |
|
abdou مشرف
عدد الرسائل : 2197 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالب السٌّمعَة : 5 نقاط : 288 تاريخ التسجيل : 23/06/2008
| موضوع: رد: هل التدخين يُفسد الصيام؟؟ 22/09/08, 02:44 pm | |
| | |
|